الحيوان الأكبر

طبعا كلنا بنعرف برنامج الخاسر الاكبر واللي بتلاقي فيه هالعالم اللي بتناضل وبتتعب وبتهلك لحتى تنحف، يعني العملية فيها تعب أولا وهدف تانيا أو بالعكس

في شوارع عمان في برنامج جديد، فعليا هي مسابقة، بيتسابق فيها السائقين على الحصول على لقب الحيوان الأكبر!!! وعلى كسر جملة "القيادة فن، ذوق وأخلاق"، ولو بإيدي الشغلة، بعطي الكل الجائزة الكبرى

اليوم مثلا، بشارع واحد وخلال 7 دقائق، صار 3 حوادث، كل حادث اكبر من التاني، لأنو ما في حدا مستعد يتقيد بمسافة الأمان بين السيارات أو بالقوانين، وكل واحد عندو ايمان 1000000 % انو الاولوية إلو، والكل مستعجل. بتعرفوا لازم كل واحد من بينهم يلحّق يوصل على مكتبو ويشرب فنجان القهوة ويقرأ الجريدة وبعدين يلحق يرجع عالبيت على موعد الغدا. وكل هاي الشغلات ضرورية ومستعجلة ومهمة، بتستاهل انك تاخد بطريقك سيارة أو بني آدم عم يقطع الشارع من تحت جسر المشاة أو ممكن عامل نضافة بيغامر بحياتو لحتى يكنّس نص الشارع بنص الأزمة، وبهيك حالة، الله أعلم مين الحيوان الأكبر فيهم

طيب إزا إحنا شعب 99% منّا داخل المسابقة، كيف بدنا أولادنا الشباب ما يسرقوا مفتاح السيارة ويطلعوا يشحطوا/ يفحطوا/ يتسابقوا مع بعض وبدون لا قوانين ولا وعي؟ كيف بدنا نكون المثل والقدوة إلهم؟ وبعدين لما "يوقع الفاس بالراس" بنصير نقول كيف وليش ويا ريت!!؟

كتير كان عندي كلام ينكتب بس حالة الصدمة اللي انا فيها عم تمنعني من الكتابة ومن المنطقية.. لكن بمناسبة الموضوع أرسل الفاتحة إلى روح الشاب ليث النجار والذي توفي ليلة البارحة عن عمر يناهز 17 ربيعا إثر حادث سيارة مؤسف، وأدعو لوالدته ووالده بالصبر على هذا الابتلاء الشديد.. الله يرحمنا ويلطف فينا ولا يجعلنا عبرة

بتمنى من كل من يقرأ رسالتي أن ينسحب من هذه المسابقة الهزلية وأن ينصح من حوله بالانسحاب لما في ذلك من خير.. نحن أمة قد
ارتقينا بالعقل أولا وبالأخلاق ثانيا