أزرار ياسمين

أذهلتني تلك الدمشقية المثقفة "سهام ترجمان" في كتابها "يا مال الشام" بعشقها للشام.. غرست في كل صفحة من صفحات كتابها بذرة حب لتراب الشام، وزرعت في نفس القاريء عشقا لأرض الشام وبيوت الشام، وعتق الشام.. تعترف بأنها "مريضة بحب الانسان الدمشقي الشعبي الفقير الاصيل وبكل انسان اصيل فقير.." تعترف بأنها "مريضة بعشق الشام، ولا تحب أن تشفى" (تماما كما هو حالي الآن).. تذكرنا بأن "اللي مالو عتيق مالو جديد" فترجع بروحي إلى حارات دمشق القديمة، الى "الشاغور" و"القره ماني" و"سوق ساروجة" و"قولي" و"الميدان" وغيرها من الحارات التي نشأ فيها اهلي

قالت لي: "اكبر الحب ان نحب اسرتنا واهل حارتنا واهل وطننا أولا، وأعظم الحب ان نحب بيتنا وبيت جيراننا وبيوت حارتنا ومدينتنا ووطننا".. ز

اعترف، كانت "سهام" هي اول من غرس في نفسي حب الشام، استطاعت ان تعيدني دمشقية اللون وغرستني شجرة "كبّاد" في بيت عتيق كما في "بيت جبري" وبيت "النحاس" وبيت"الصباغ" وبيت "القضماني" وبيت "القوتلي

ز.. "وكأنني ما أتيت إلى هذه الدنيا إلا لأكون دمشقية، أفهم دمشق وأحبها، وأكتب عنها وأرسمها وأحملها داخلي وأمشي، وأرسم لوحات حارّة الألوان عن حاراتها وعن أهلها وحياتها وماضيها".. ز

صحيح انني لا اسكن في الشام، لكن الشام تسكنني.. روحي مدينة من بيوت الشام العتيقة الأصيلة.. وعائلتي وأقربائي وكل من أعرفهم هم أزرار ياسمين يشكلون معا عريشة من الياسمين ويظللون دمشق على مدى الزمان