وطني





وطني.. يا جبل الغيم الأزرق.. وطني.. يا قمر الندي والزنبق.. يا وجوه الـ بيحبّونا.. يا تراب اللي سبقونا.. يا زغيّر ووسع الدني.. وسع الدني يا وطني
وطني.. يا دهب الزمان الضايع.. وطني.. من برق القصايد طالع.. أنا على بابك قصيدة.. كتبتها الريح العنيدة.. أنا حجرة أنا سوسنة.. أنا سوسنة يا وطني
جيراني بالقنطرة تذكّروني.. وبلابل القمرة يندهوني.. شجر أراضيك سواعد أهلي شجّروا.. وحجار حفافيك وجوه جدودي الـ عمّروا.. وعاشوا فيك من ميّة سنة.. من ألف سنة.. من أول الدني
وطني.. وحياتك وحياة المحبة.. شو بني.. عم إكبر وتكبر بقلبي.. وإيام اللي جايي جايي.. فيها الشمس مخبّاية.. إنت القوي وإنت الغني وإنت الدني.. يا وطني

مضت عدة أعوام وأنا أستمع إلى تلك الأغنية من روائع فيروز.. وفي كل مرة أسمعها، تسافر روحي إلى دمشق الحبيبة، إلى شوارعها وحاراتها القديمة، تاركة جسدي وحيدا ليمضي ما تبقى من أيام عمره هنا.. كنت أعتقد أنني وجدت وطنا بديلا لوطني، لكنني فشلت، ويوما بعد يوم، كنت أعرف أكثر أنه ليس هناك من وطن بديل، فالوطن مزروع في عروقنا ودمائنا، بين ضلوعنا وفي أعماق أجسادنا وأرواحنا ووجداننا

أشعر بغربة فظيعة، لكنني أعلم أنني سأعود يوما إلى حبيبتي، مهما طالت غربتي وزادت، سأعود،، لأعانق جدران بيوتها، أقبل ترابها، أتنفس هواءها العليل وأشرب من مائها العذب.. أخاف كثيرا أن تنساني دمشق، أن تنكرني، وأن لا يحتويني ترابها بعد مماتي.. أخاف أن لا تعرف دمشق بمدى حبي واشتياقي لها، وبعظمة انتمائي إليها.. اذكريني دائما يا دمشق،، فأنا ياسمينة دمشقية أشعر بعظمة الانتماء إلى الجذور والجدود


P.S. Pictures above were captured by my sweet cousin Hasan. Thanks Hassoun..